Wikileaks El Asli -- عنّا راعي ما بيراعي

    عنّا راعي ما بيراعي

كان ذات يوم يتمشى زعيم من زعمائنا الحكماء العظماء، العاطلين عن العمل والقاطعين للأمل، وإذ يلفت نظره قطيع خراف وراعي أكل الدهر عليه وجرب، نعم جرب من قلة نظافة هذا الراعي. فتوجه الزعيم بكل براءة ليحدثه، عله يكسبه صوتاَ في الإنتخابات.

رمقه الراعي بنظرة مليئة بالحكمة والفقر والذل وقال له: قرّب يا ابني. ما إنت زميلي، شو نسيت؟
الزعيم: كيف زميلك؟ إنت فقير معتر وأنا زعيم معطر
الراعي: ما تنسى، أنا راعي على شوية خواريف...وإنت كمان
أنا بقلّن روحوا بيروحوا وتعوا بيجوا...وإنت كمان
أنا الخروف الما بحبوا بدبحوا...وإنت كمان
أنا إزا رحت بطريق صح أو غلط بيلحقوني...وإنت كمان
أنا خواريفي إلن تم ياكل ما إلن تم يحكي...وإنت كمان
أنا لو لا شوية خواريف ما بسوى شي...وإنت كمان
بخافوا مني الخواريف مع إني شقفة سنكوح...وإنت كمان
أنا ورتت هالمصلحة عن بيّي...وإنت كمان
لون خواريفي بيعكس شو في بقلبن...وإنت كمان

بس بتعرف شو الفرق يا إبني؟
أنا وسخ من برا بس نظيف من جوا...إنت عكسي
أنا إذا لقيت شي خروف كبر وصار قدّي ما بخاف منو وبقتلو...إنت عكسي
أنا خواريفي ما عندن طوايف ولا مراكز اجتماعية...إنت عكسي
أنا ما بجرب فرّق خواريفي تا يصيروا يسمعولي...إنت عكسي
روح يا ابني عند خواريفك الوسخين وحكمن، وتركني أنا ملك ع مملكتي

فعاد الزعيم وفي قلبه حسرة وجلس ساعة كاملة يحاكي نفسه وعيناه يملأها الدمع ويداه ترتجفان، قلبه ينبض بسرعة والعرق يكد منه ثم قال وهو يبكي.....يلعن حظي، مش رح يصوتلي هالعكروت


كتابة: شادي ذبيان