Wikileaks El Asli -- دراجتي...خرجت ولم تعد

   دراجتي...خرجت ولم تعد



‏ في مثل هذا اليوم منذ خمس سنوات في أحداث ٧ أيار، سُرقت دراجتي النارية. يومها لم أكن أملك ثمن سيارة، فاشتريت دراجة نارية لتقلني الى عملي، ولكني لم أكن أعلم انها ستكون على ذوق المسلحين الذين سرحوا ومرحوا في شوارع بيروت. ‏

‏ قيادة الدراجة النارية يمنحك شعور لا يعلمه إلا الدراجين. لا لست أتكلم عن ذاك الشعور الذي يشبه الطيران، بل الشعور أنك انت الذي قتلت جون كينيدي ومجلس الأمن يبحث عنك. ترمي نظرك دائماً الى البعيد لترى اذا ما كان هناك حاجز درك، وتأخذ الطرقات الداخلية بين البيوت لأنها طرق آمنة عن حواجز "تلقيط الموتوسيكلات". شعورٌ أنك ملاحق كشعور شيوعيٍ في نيويورك، أو ارهابيٍ يضع لمساته الأخيرة قبل الانفجار، أو سجينٍ فار من خلف القضبان. تشعر دوماً أنك ملاحق، كتاجر سلاح أو مروج مخدرات. ولكن الفارق بسيط، لم تفعل شيئاً سوى امتلاك دراجة نارية. ‏

‏ سُرقت دراجتي يومها، فلجأت الى الدولة الممسوحة الكرامة حينها...والممسوحة الكرامة دوماً. نصف ساعة حتى صحي الرقيب من النوم ليكتب المجضر. ما ان أنهى كتابة المحضر حتى نظر الي نظرة مليئة بالسخرية ليقول: "الموتوسيكل راح، غسل ايديك". ‏

‏ خمس سنوات مرت وأنا كل يوم أغسل يدي ووجهي من قرف هذه البقعة الجغرافية التي يصر الجميع أن يسميها وطن. خمس سنوات مرت وهذا المحضر ما زال مرمياً على الرف كما يرمي ثريٌ قطعة نقودٍ لفقير كي يرضي بها ضميره. خمس سنوات مرت والسارق ما زال ينتظر ٧ أيار ثانٍ ليسرق دراجة نارية أخرى. ‏

‏ نصيحة الى كل شخصٍ يملك دراجة نارية ويخاف من سرقتها: أربط بمقودها سندويش طاووق، فهذا سيخلق حافزاً للدرك ليبحثوا عنها. ‏


كتابة: شادي ذبيان
أيار 2013