Wikileaks El Asli -- تفه !

    تفه !‏


(من مجموعة: مشاركات أصدقاء المدونة)

‏ لست أتوجّه لشخصٍ أو فصيلة معيّنة إذ ينتفض ويدين آخر أو أخرى بما رأى أنّه أبشع مما فيه كأنّ لزوم الأمر أن يكون من أسفل السّافلين، إنمّا المهمّ فقط ليس بالأخير، بأسفلهم على الإطلاق. ‏

‏ يا يا يا ... أنادي وليس منكم من يسمع، ومن يفقه إن سمع، ومن يؤمن إن فقه، ومن يبدّل إن آمن يا أضحوكة كل من أبى لعينيه أن يغشيهما ما استغباكم، عندما استغباكم، و عندما استركبكم موجه بصفة أذكياء! ‏

‏ كما في القرآن لكم دينكم ولي ديني، فدينكم .. لست أدري ما دينكم، لا يليق بكم إلّا الكفر ديناً.. أوساخ أفكارٍ وفضلات مبادئٍ وترّهات فتاوى وتجارة دين وسلاح وجهاد متكاذب وتقاتل وتخاذل ورياء وغباء أو استغباء واستذكاء وإرهاب وتشويه وتحريف ماضٍ وخلق آخر وفساد مادّةٍ وروح! أمّا ديني، من منكم ليقل أنّي حقدت عليه أو سرقته أو قتلت له أو أذيته أو كرهته أو لم أكن معه عادلاً أم محبّا أم معطاءً أم ذاهباً عن مشربه ومعتقده مكفّراً منه فقط ما ناقض ربّاً ومنطقاً ومؤلّهاً فيه ما شابه السّماء في وصاياها .. لا لست كاملاً أنّما لست قحباء تحاضر بالعفّة وآه من آه من آه وعليكم اللّه ربّي من دَينكم. ‏

‏ لكم وطنكم ولي وطني، لكم عروبتكم ولي عروبتي. عربٌ أسميتم أنفسكم وأعرابٌ أسميتكم، أعراب الإعتدال وما أقربه إلى الإعتلال حين تتوجّب صحّتكم، وإلى الإحتلال حين يتوجّب دفاعكم.. رجعيّة وذلّ وتذلّل وأمميّة كاذبة وفجور وقوميّة بالية بدّلتموها بسمّ وأدران حركاتكم وعبيد العبيد .. يا كثرة ما قد أكتب! ‏

‏ يا من اجترحتم الهزائم من رحم الإنتصارات، جهّلاً مدّعين في العلم معرفةً، يا من لم تقرؤوا تاريخكم بل تحريفه وتفاهاته، يا من لم تقيسوه على حاضركم وتقارنوه وتفاضلوا وتستنبطوا، يا من لم تعتبروا منه لمستقبلكم بل لأحلك أمانيكم الغرائزيّة بما يمكن أن يكون. ‏

‏ لكم مبادئكم ولي مبادئي التي لم أحرّفها ولم أغيّرها بعكسكم يوماً، يا قوماً تركوا بعضهم وذهبوا إلى أنفسهم، وتركوا إيمانهم وذهبوا عن ربٍّ من الواضح أنّهم لم يعرفوه يوماً، ليعلوا على عروش فانية حكّاماً وشعوباً يشتمون بعضهم ليستولوا على ما لم يملكوا بعد، ليترفوا أحقر أهوائهم. يا قوماً جلّ ما تبادلتموه من نورٍ أسئلةٌ عن جواز نكاح ميّت أو نظر بعينين اثنتين بدل من واحدة. جلّ ما استقدمتموه من الغرب تسيّب وفوضى تخدمكم وتهدمكم ونماذج لا تنفعني ولا أوطاني ولا شعوبي. لا تقل لي شيئاً في هذا إذ أردّ عليك بما يُسكت .. يا جلّ ما أنتجته "ثوراتك" غربيّاً أم عربيّاً يا مسمّى إنسان، ندم ودمّ واستغلال واحتلال ومزيد من التهوّر والغباء شباباً وشابّات، ألهاك حاضرك بأتفه السّبل عن ما يجب أن تكون عليه.. مقرفون بشبابكم وشابّاتكم، متخلّفون باسم التّطوّر .. ‏

‏ يا قوماً أذمّ فيكم بأدبٍ ليل نهار وما استحقّيتم من الأدب شيئاً بل فقط الذّمّ. يا فجّار يا تجّار، يا عفن الإستعمار، يا أزلام فكرٍ خلا من الفكر إلّا بحروفه الثّلاثة. يا من أطلقتم العنان لضحكتي ولوعيي ولأشياء أخرى لم أظهرها لكم يوماً، بل صامتاً وقفت أستنطقكم وأستمع إلى جهلكم يتحوّل كلمات، وأنقض في داخلي كل ما تقولون، وأسأل أسئلةً وأترككم تسهبون بينما أجد الإجابة الأخرى لكلّ ما تتفوّهون به مما افترضتموها أجوبة، وأتعلّم ما توجّب الإبتعاد عنه كي لا أظهر يوماً بمظهركم. ظننتموني غير قادرٍ على مقارعتكم بينما كنت أغنى بروحي وفكري وتعمهون في ظلمات وسراديب ما ابتليتم به من أمراض أسميتموها أفكاراً اجتررتموها، من على المنابر وبين جموع القطعان. ‏

‏ أنا اليوم أتكلّم وأتفرّد بعيداً باحثاً عن أكبر من انفتاح لا اضمحلال ولا تبعية، عن أكثر من إيمان لا تعصّب، عن أعمق من دين كلّ شاملٍ يرضي اللّه ولا يرضيكم، عن أبهى من نور في كيانات عميت عنها بصيرتكم، عن أسمى من قيم أتحلّى بها ولو أبقتني وحيداً، عن أحقّ جمالاً في ما لم يمسسه تجميلكم بعد. ‏

‏ أنا اليوم أكفّركم جميعاً من تلقاء نفسي وبأمرٍ من ذاتي، فهو فعلٌ لم يعد عاصياً على أحد في هذه الأيّام. على الأقلّ أنا متّزنٌ اتّزان العقل والرّوح والجسد أكثر من كثرٍ يفعلونه. فلطالما كفّرتموني على جميع مشاربكم .. و من كنتم.. أنا اليوم ألفظكم جميعاً وأتّجه إلى السّماء إلى النّبات إلى الهواء إلى الماء .. أتّجه إلى أشيائي الصّغيرة البالية الفانية حجماً وكمّاً وقيمةً لأنّها تظلّ نفيسةً أكثر من بؤسكم. أتّجه إلى أصحاب العاهات الجسدية، يا أصحاب العاهات الفكريّة، لأنّ عاهاتهم لم تظلم وتمطر الدّنيا جهلاً وكفراً يوماً باسم الدّين وآخر باسم الحب وآخر باسم التطوّر وآخر باسم السّلام وآخر باسم الديموقراطيّة وأخريات من مسمّياتٍ مقرفةٍ في الإنسانية والسياسة والدّين و .. امتهنتم استقطاب الأغبياء وراكبي الأمواج من خلالها .. لأنّ في الدّنيا في مكان ما بعيداً عنكم جنسٌ لا بدّ أن يشبه البشر! ‏

كتابة: علي حبش
تشرين أول 2012